في كل عام، يقوم چيف بيزوس – المؤسس والرئيس التنفيذي لأمازون – بكتابة رسالة إلى مستثمري ومساهمي أمازون، والتي أراها دائماً تستحق القراءة، حيث تلقي لنا نظرة خاطفة في عقل بيزوس لمعرفة ما هو أكثر أهمية في صناعة التكنولوجيا الحديثة. في عام 2011، كتب بيزوس وثيقة ناصباً فيها كمنصة عالمية للخدمة الذاتية، وطمس أساليب التقييد ودلّ فيها على طرق جديدة للإبداع، وفي 2012، كتب بيزوس ما يؤازر فيه المستهلك، موضحاً أن استثمار المستمر يتيح للشركة توقع احتياجات عملاءه وتلبيتها، وقال بيزوس “نحن نركز على العملاء، وليس من أجل المنافسة أو الربحية على المدى القصير” وعبارة “المدى القصير” فيها من الذكاء ما فيها؛ لأنها رسالة لمستثمري أمازون، الذين هم – كما جرت العادة لدى أي مستثمر – قلقين بشأن تلك الأشياء. قام بيزوس في رسالته الأخيرة لهذا العام بفعل شيئين، أولاً، عالج حقيقة واضحة وهي أن: فقدت الكثير من المال في السنة المالية لعام 2012 كخسارة صافية قدرها 39 مليون دولار، أي 9 سنت للسهم الواحد، وبالطبع كما ذكرنا الخسارة هي أخبار غير سارة بالمرة للمستثمرين، إلا أن مستثمري أكثر تفاؤلاً مما نتوقع، وقد اقتبس بيزوس مقولة ذكرها أحد الكُتاب يُدعى ماثيو ياجليسياس قال فيها أن “أمازون، كل ما استطيع وصفه من قول، أنه منظمة خيرية تُدار من قِبل عناصر من قطاع الاستثمار لصالح المستهلكين”، لكن بيزوس لم يمنح هذه العبارة الفرضية الكاملة، معتبراً أن عليهم إلقاء نظرة طويلة الأجل، لتسير مصالح العملاء والمساهمين حذو الآخر.”. وكان الهدف الثاني من الرسالة، هو جعل المستثمرون أكثر طموحاً بعد كل شئ، فإذا كانوا تعساء حقاً مع لقلة الأرباح مع معدل الانفاق، قام بيزوس بطمئنة الجميع، المستثمرين والاعلام والجمهور، وأن – الوحش – لا يمكنه أن يتوقف عن رسالته. وقبل عام من الآن، كانت هناك معركة شرسة من أجل مستقبل نشر الكتب، وكان هو الفائز بلا منازع، وإن كان البعض نظر إليه في بداية الأمر على أنه امبراطورية الشر! وذلك عندما اشترى موقع جودريدز Goodreads الشهر الماضي، شعر العديد من مستخدمي جودريدز بالاشمئزاز والخوف والرعب، معتقدون أن سيحذف حساباتهم ويحرق بياناتهم الخاصة. أمازون لكثير من الناس في مجال الكتب والنشر على حدٍّ سواء هو العدو، لكن الشئ الوحيد الذي يُبقي على الساعة هو ذلك النطاق الواسع الذي لا يقدمه أحد سواه، سواء في مجال القراءة الإلكترونية أو البيع بالتجزئة على الانترنت، ومن الواضح أن بيزوس يدرك ذلك جيداً، إذا كان منتصراً، فكذلك هم مستهلكيه ومستثمريه، لأنه لا يبحث عن مزيد من عوالم القهر وابتزاز عملائه، بل ليفاجئهم ويصل إليهم السرور من خلال خدماته المتعددة. أختم المقال بأني لست متحيزاً لأمازون، بل في الواقع لم اشترِ منه شيئاً قط، لكن أن ترى موقعاً لديه مؤسسين بهذا الفكر، عليه أن يثير اهتمامك في آخر المطاف.